كتب د.حاتم نظمى
اتابع منذ فترة واعتقد حضراتكم جميعا تتابعون مثلى الدعوات الكثيرة والمكثفة على مواقع التواصل الاجتماعى وعلى ارض الواقع الى التظاهر والنزول يوم 11/11ضد الحكومة والنظام الحاكم وذلك بسبب ارتفاع الاسعار والظلم وعدم العدالة كما يقول الداعين الى هذه التظاهرات.ويدعو الى هذه المظاهرات كثير من الفصائل السياسية ومايسمون انفسهم بالناشطين السياسيين وبعض الفاشلين من السياسيين الذين لم يحققوا اى شىء على ارض الواقع ويريدون ان يكتسبوا بعض من الشعبية والتاييد.
وبداية اود القول اننى لست بطبعى ان اكون من المؤيدين لاى نظام سياسى حاكم على وجه الاطلاق دون الحكم على الامور بحيدة وموضوعية.ودون قراءة متانية للاحداث ورصد للواقع السياسى والاجتماعى وكما يروق للبعض القول اننى لست من المطبلاتية لاى نظام حاكم.ولذلك انا ومثلى الكثيرين من المواطنين نشعر بعدم قدرة الحكومة على تحقيق طموحاتنا وتلبية رغباتنا .وعدم وجود العدالة الاجتماعية كما ننشدها ووجود كثير من الفساد وتفشى الواسطة والمحسوبية بكثيرمن الاماكن.ونحن نحتاج بشدة الى تغيير فى السياسات والافكار ونحتاج الى افكار جديدة ومن خارج الصندوق لمواجهة المشاكل الكبيرة التى نواجهها.
ولكن لكى يكون كلامنا موضوعى وواقعى لابد ان نعترف ان الحكومة تواجه صعوبات شديدة وتحمل حملا ثقيلا وورثت تركة مثقلة بالديون.وان الكثير من المسئولين يبذل جهدا خارقا من اجل الاصلاح .ولكن نجد مشكلة السياحة وضعف الاقبال السياحى وقلة الموارد بصورة غير مسبوقة.ونجد التصرفات والقرارات الغريبة والتى اشبها بالمؤامرة مثل تحذيرات السفر الى مصر التى صدرت فى شهر اكتوبر الحالى وعندما طلبت الخارجية المصرية من حكومات الدول التى قامت بتحذير مواطنيها من السفر الى مصر لم تتلق ردا او اجابة واضحة!!ومر يوم التحذيرات ولم يحدث شيئا بفضل الله وكان يوما عاديا جدااا.وايضا نجد مشاكل ضعف الاستثمارات فى مصر وجهود الحكومة فى جذب الاستثمار وتقديم التيسيرات والتسهيلات وتغيير التشريعات والقوانيين التى تعوق الاستثمار وخلق بيئة ومناخ مناسب ومنافس للاستثمار بمصر.وايضا مواجه مشكلة انهيار سعر الصرف ووجود مضاربات وارتفاع فى سعر الدولار امام الجنيه لاقصى درجة وهى مشكلة كبيرة تحتاج الى تشجيع الصادرات والصناعة وتوفير احتياطى نقدى.فضلا عن مشكلة توفير السلع الاستراتيجية الاساسية للمواطنين. وذلك غير مشاكل الصحة والتعليم وتوفير الرعاية الصحية للمواطنين. وغيرها الكثير من المشاكل الكبيرة والتحديات التى تواجه الحكومة.
لذلك لابد ان نقول ان الموضوع ليس سهلا او بسيطا وان الدعوةالى هذه التظاهرات بهذا التوقيت غير مقبولة تماما ولن تلاقى قبولا من اى مواطن محب لبلده حتى ولو كان غير راضى عن اداء الحكومة تماما.
لذلك ارفض النزول والتظاهر فى ذلك اليوم لاننا نمر بمرحلة دقيقة وفارقة فى تاريخ مصر ونواجه حربا داخلية ضد الارهاب ندفع فيها ثمنا باهظا من ارواح ودماء اخواننا وابنائنا من رجال الجيش والشرطة ويدفع ثمنها ايضا المواطن البسيط من ارتفاع فى اسعار السلع الاساسية وارتفاع نسبة البطالة.
حفظ الله مصر وجيشها وشعبها…عاشت مصر حرة مستقلة قوية